في خطوة استراتيجية تُعزّز حضورها في الأسواق الجديدة، أعلنت شركة سيليستيال كروزز (Celestyal Cruises) عن نيتها توسيع وجهات رحلاتها لتشمل منطقة الخليج العربي عبر البحر الأحمر، ضمن جدول رحلاتها لعام 2025.
تُعتبر هذه الخطوة تحولًا مهمًا في مسار الشركة التي اشتهرت لعقود بتسيير رحلاتها في البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة، حيث تهدف من خلال هذا التوجه الجديد إلى استكشاف مسارات بحرية واعدة وتنشيط السياحة البحرية في الشرق الأوسط.
يمثل هذا القرار نقلة نوعية في استراتيجية التوسع لشركة سيليستيال، التي تسعى إلى ربط ثقافات وحضارات متعددة عبر رحلات بحرية تجمع بين المتعة والثقافة والاستكشاف، لتصبح بذلك جسراً بحرياً بين أوروبا، البحر الأحمر، والخليج العربي.
تفاصيل الرحلة الجديدة
وفقًا للإعلان الرسمي، ستنطلق سفن سيليستيال في رحلات بحرية تمتد من البحر الأبيض المتوسط وتمر عبر قناة السويس، وصولًا إلى موانئ رئيسية في البحر الأحمر مثل جدة، العقبة، وسفاجة، قبل أن تتابع رحلتها إلى الخليج العربي حيث تشمل محطات في الدوحة، دبي، وأبوظبي.
وسيتم تسيير هذه الرحلات على متن سفن الشركة الحديثة التي تم تطويرها حديثًا لتواكب متطلبات الرحلات الطويلة وتوفر تجربة فاخرة للمسافرين.
هذا المسار الجديد لا يُعد مجرد توسع جغرافي، بل هو خطوة مدروسة لتعزيز التكامل السياحي بين منطقتين غزيرتين بالتراث والثقافة — من المعابد الفرعونية والآثار النبطية إلى الأبراج الحديثة التي تزين أفق المدن الخليجية.
أهمية التوسع نحو الخليج العربي
تسعى شركة سيليستيال من خلال دخولها أسواق الخليج إلى الاستفادة من النمو المتسارع الذي يشهده قطاع الرحلات البحرية في المنطقة. فقد أصبحت الموانئ الخليجية مثل دبي والدوحة وجهات رئيسية في عالم السياحة البحرية، بفضل بنيتها التحتية المتطورة واستقبالها المتزايد لسفن الرحلات الدولية.
كما أن هذا القرار يتماشى مع الرؤى الاقتصادية والسياحية لدول الخليج، مثل رؤية السعودية 2030 ورؤية دبي السياحية، التي تهدف إلى تعزيز الأنشطة السياحية وتنويع الاقتصاد من خلال جذب المزيد من الزوار عبر الرحلات البحرية.
رحلة تجمع بين التاريخ والحضارة الحديثة
أحد أبرز ما يميز هذا المسار البحري هو تنوعه الكبير من حيث الطبيعة والثقافة. فالمسافر على متن إحدى سفن سيليستيال سيحظى بفرصة استثنائية للانتقال من المدن الأوروبية الساحلية مثل أثينا أو سانتوريني إلى الموانئ المصرية التاريخية، ثم إلى المواقع الغنية في البحر الأحمر مثل العقبة التي تفتح الباب أمام زيارة البتراء، ومنها إلى جدة التي تمثل وجهة سعودية متألقة تجمع بين التراث والتطور الحديث، لينتهي المطاف في مدن الخليج المتطورة مثل الدوحة ودبي وأبوظبي.
هذه التجربة البحرية لا تقتصر على المتعة الترفيهية فحسب، بل تمنح المسافرين فرصة لاكتشاف تنوع ثقافي وجغرافي مذهل يجمع بين حضارات مختلفة على خط ملاحي واحد.
مميزات الرحلات الجديدة
تأتي الرحلات الجديدة مزوّدة بمجموعة من المميزات التي تجعلها تجربة لا مثيل لها بالنسبة للمسافرين الباحثين عن الجمع بين الراحة والاستكشاف:
- تنوع الوجهات: تجمع الرحلة بين أكثر من قارة ومجموعة من الثقافات، مما يجعلها مغامرة فريدة لعشاق السفر والتاريخ.
- الرفاهية على متن السفن: تم تجهيز السفن الحديثة بمرافق ترفيهية وخدمات راقية تشمل مطاعم ذات طابع عالمي، منتجعات صحية، وصالات رياضية.
- أنشطة ثقافية على متن السفينة: تنظم الشركة محاضرات ومعارض صغيرة تعرف الركاب بتاريخ وثقافة المناطق التي يزورونها.
- خيار مثالي لعشاق البحر والتاريخ: تجمع هذه الرحلة بين الاستجمام في أجواء بحرية فاخرة وزيارة مواقع تاريخية عريقة مثل الأهرامات والبتراء.
- خدمات مرنة ومخصصة: تُقدم باقات متنوعة تناسب المسافرين من مختلف الفئات، بما في ذلك العائلات والأزواج والرحلات الفردية.
عن شركة سيليستيال كروزز
تأسست شركة سيليستيال كروزز في اليونان، وتُعد واحدة من أبرز الشركات الأوروبية المتخصصة في الرحلات البحرية المتوسطة الفخامة. تميزت منذ تأسيسها بالتركيز على الوجهات الثقافية والبحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط، خصوصًا جزر اليونان، تركيا، ومصر.
تمتلك سيليستيال أسطولاً من السفن المتطورة، من بينها Celestyal Journey وCelestyal Discovery، اللتان تم تحديثهما مؤخرًا لتوفير تجربة تجمع بين الطابع البحري التقليدي والتقنيات الحديثة. وقد ركّزت الشركة في السنوات الأخيرة على تنويع مساراتها لتشمل مناطق جديدة، بما في ذلك البحر الأسود والبحر الأحمر.
تشتهر سيليستيال بتقديم رحلات تركز على الثقافة المحلية لكل وجهة تزورها، ما يجعلها مختلفة عن مفهوم "الرحلات السياحية الفاخرة" المبنية على الترف وحده. فلسفتها تقوم على الجمع بين الاكتشاف، الراحة، والتجربة الإنسانية العميقة.
دوافع التوسع نحو البحر الأحمر والخليج
يمثل هذا التوجه الجديد جزءاً من خطة الشركة طويلة الأمد للتوسع خارج نطاق البحر الأبيض المتوسط، مع التركيز على المناطق التي تحتضن تاريخًا غنيًا وتطلعات سياحية نامية.
كما يُعتبر البحر الأحمر والخليج العربي من المسارات الواعدة بفضل المناخ المعتدل شتاءً، والبنية التحتية المتطورة في الموانئ الإقليمية، بالإضافة إلى تشجيع الحكومات للقطاع السياحي البحري.
ترى سيليستيال في هذه المنطقة فرصة لخلق تجربة سياحية شتوية مختلفة، إذ تُعد الرحلات البحرية إلى الخليج والعقبة وجدة بديلاً جذابًا للمسافرين الأوروبيين الباحثين عن الشمس والثقافة في أشهر الشتاء الباردة بأوروبا.
تعزيز التعاون الإقليمي
من المتوقع أن يُسهم هذا التوسع في تعزيز التعاون بين موانئ البحر الأحمر والخليج، وفتح فرص استثمارية وسياحية جديدة. حيث يُرجح أن تتعاون سيليستيال مع هيئات السياحة المحلية لتعزيز الجذب السياحي البحري وتضمين تجارب محلية مثل الجولات الثقافية والأسواق التقليدية في برامج الرحلات.
قرار سيليستيال كروزز تسيير رحلات إلى الخليج العربي عبر البحر الأحمر يمثل خطوة جريئة ورؤية بعيدة المدى نحو مستقبل أكثر انفتاحًا في عالم السياحة البحرية. إنها ليست مجرد رحلة على متن سفينة فاخرة، بل مغامرة تجمع بين التاريخ والمستقبل، بين تراث البحر الأبيض المتوسط وإشراقة الخليج العربي الحديثة.
بهذه الخطوة، تفتح سيليستيال فصلًا جديدًا في سفرها البحري الطويل، فـ"سفن سيليستيال" لا تبحر فقط على الأمواج، بل تبحر أيضًا عبر الثقافات، مُقدمةً تجربة استثنائية لعشاق البحر والرحلات الراقية التي تلامس الروح وتروي حكايات الحضارات من ضفاف المتوسط إلى سواحل الخليج.