أعلنت شركة Hapag-Lloyd Cruises عن خطوة استراتيجية تهدف إلى توسيع قاعدة ضيوفها دوليًا عبر اعتماد التشغيل الثنائي اللغة — الألمانية والإنجليزية — على متن أسطولها كاملًا اعتبارًا من يناير 2026. ترافق هذا القرار إطلاق حملة ترويجية كبيرة تحت شعار «World. Wide. Wonderful.»
تستعرض برامج الشركة لموسم 2026 وتحفّز الحجز المبكر، في محاولة واضحة لجذب سائحين دوليين دون التنازل عن هوية الضيافة الألمانية التي تميّز العلامة.
لمحة عن القرار والحملة
تسري التحديثات التشغيلية الجديدة على كل سفن أسطول هاغاب-لويد الخمس، حيث ستقدَّم جميع الخدمات الأساسية والإرشادات والأنشطة باللغتين الألمانية والإنجليزية.
وتُركّز الحملة الجديدة، التي انطلقت في منتصف سبتمبر وتستمر حتى نهاية أكتوبر 2025، على إبراز الأجواء الداخلية للسفن بواسطة صور وفيديوهات مُنتَجة خصيصًا، مع عرض أكثر من 25 رحلة مرتقبة استعدادًا لموسم 2026.
لماذا الثنائية اللغوية؟ دوافع استراتيجية
تعكس الخطوة وعيًا متزايدًا بفرص النمو خارج السوق الناطق بالألمانية، فالتشغيل بلغتين يسهّل احتضان ضيوف من المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، أستراليا، وكندا، إضافةً إلى الأسواق الآسيوية التي تفضّل الإنجليزية كلغة وسلمية على متن السفر الدولي.
كما تمثل الثنائية وسيلة لخفض حاجز الدخول أمام الوكالات الدولية وشركات السياحة التي تتعامل باللغة الإنجليزية، ما يسهل توزيع المنتج ورفع نسب الحجز عبر قنوات جديدة.
ما الذي يتغيّر عمليًا على متن السفن؟
التغيير لا يقتصر على ترجمة الشعارات؛ بل يتضمن إعادة تصميم تجربة الضيف عبر نقاط عدّة:
- تنفيذ كافة الإعلانات والسلامة والإرشادات الرئيسة باللغتين.
- توفير قوائم الطعام، بروشورات الرحلات الداخلية، وبرامج الترفيه بترجمة إنجليزية دقيقة.
- تدريب أطقم الضيافة والإرشاد على التعامل الثنائي اللغوي، بما في ذلك المرشدين وخدمات الاستقبال.
- توفير مواد تسويقية ومحتوى رقمي ثنائي اللغة لوكلاء السفر وشبكات الحجز.
تسعى الشركة للحفاظ على «الحميمية والأصالة» التي يشيد بها ركاب هاغاب-لويد، وفي الوقت ذاته تقديم خدمة أكثر انفتاحًا على العالم.
أدوات الدعم لوكلاء السفر والشركاء
كجزء من الحملة، أعدت هاغاب-لويد حزمة أدوات تسويقية متكاملة مخصّصة لوكلاء السفر تشمل كتيّبًا مطبوعًا من 36 صفحة، كتيّبًا رقميًا متحركًا (flipbook)، ملفات فيديو وصورًا دعائية، قوالب منشورات لوسائل التواصل الاجتماعي، وفيديو علامة تجارية مدته 20 ثانية.
كما أتاحَت الشركة وصولًا سهلًا للمحتوى المستعدّ للاستخدام عبر بوابة شركاء تسمى «Agent Compass» لتسهيل تنزيل المواد وتشغيل الحملات المحلية. هذه الحزمة تساعد الوكلاء في تقديم عروض ثنائية اللغة بسرعة وفعالية.
المميزات
- انفتاح سوقي أوسع: الثنائية تزيل حاجز اللغة أمام المسافرين الدوليين وتُسهِم في تنويع قاعدة العملاء.
- تجربة ضيف أكثر سلاسة: معلومات الرحلة، الأنشطة، والإعلان عن الطوارئ ستكون واضحة لعدد أكبر من الضيوف دون الحاجة لترجمة لحظية.
- أدوات تسويق مهيأة: حزمة Agent Compass تُمكّن وكلاء السفر من ترويج الرحلات بسهولة وبمظهر احترافي ثنائي اللغة.
- احتفاظ بالهوية الفاخرة: رغم التوجيه الدولي، تبقى اللغة الألمانية جزءًا من الطابع والحميمية التي تميّز هاغاب-لويد.
- حوافز حجز مبكّر: طرح عروض وخصومات للحجز المبكر ضمن الحملة يعزز معدلات الملء ويمنح وحدات تسويق أقصى فاعلية.
عن الأسطول والوجهات
يتكوّن أسطول هاغاب-لويد من خمس سفن تضم اثنين من سفن الفخامة (Europa وEuropa 2) وثلاث سفن استكشافية من فئة «هانسِيتيك» (Hanseatic Nature، Hanseatic Inspiration، Hanseatic Spirit).
تغطي برامج الشركة مزيجًا واسعًا من الوجهات يبدأ من المتوسّط الثقافي وحتى المناظر البرّية في القطب الشمالي، مرورًا بشمال أوروبا وكندا وجرينلاند، ما يضعها في موقع قوة لدى المسافرين الباحثين عن دمج الفخامة مع الاكتشاف.
التأثير التسويقي والعملي على قطاع الكروز الفاخر
الخطوة تمثّل رسالة واضحة للسوق: هاغاب-لويد تعتزم المنافسة على مستوى عالمي من خلال تكييف منتجها مع توقعات الضيوف الدوليين. كما أن الحملة متعددة الوسائط التي تدعمها الحزم التسويقية ستزيد من قابلية الوكلاء على تسويق الرحلات خارج القاعدة التقليدية، ما قد ينعكس بزيادات في نسب الحجز من أسواق جديدة.
من ناحية تشغيلية، سيترتّب استثمار في تدريب الطواقم وإنتاج محتوى ثنائي احترافي، لكن الفائدة المحتملة تتمثل في معدلات إشغال أعلى وتنويع جغرافي للزبائن.
التحديات المحتملة
- الحفاظ على الهوية: الموازنة بين توسيع الجمهور والمحافظة على الطابع الألماني الأصيل قد تتطلب صياغة لغوية وثقافية دقيقة حتى لا تُفقد التجربة سماتها الفريدة.
- ضغط العمل على الطواقم: توفير خدمات ثنائية اللغة يتطلب تدريبًا إضافيًا وربما زيادة في أعداد الموظفين القادرين على التواصل باللغة الإنجليزية.
- تكاليف التنفيذ: إنتاج مواد ثنائية الجودة، وتحديث الأنظمة وإجراء دورات تدريبية يمثل استثمارًا ماليًا ووقتياً.
- التوافق التشريعي: في بعض الموانئ والبلدان قد تُطلب تراخيص أو مطابقة معايير محلية تتعلق بالإشعارات والإرشادات بلغات محددة.
اعتماد هاغاب-لويد التشغيل الثنائي اللغة يمثل تحوّلًا ذكيًا يتماشى مع ديناميكية سوق السفر المعاصر؛ خطوة تقلّص الحواجز أمام المسافرين الدوليين وتمنح العلامة فرصة التوسع دون التخلي عن رقي خدماتها.
إذا نجحت الشركة في تنفيذ الخطة بجودة عالية—من تدريب الطاقم إلى محتوى تسويقي دقيق—فإن النتيجة المرجوّة ستكون توسيع قاعدة الضيوف، ارتفاع معدلات الحجز، وتعزيز مكانة هاغاب-لويد بين بائعي الكروز الفاخر العالميين.
على المدى المتوسط، قد تصبح الثنائية اللغة معيارًا متوقعًا لدى علامات فاخرة أخرى تسعى للوصول إلى جمهور أوسع من محبي الرحلات البحرية الراقية.