
في خطوة تُعد تحولًا استراتيجيًا في مشهد السياحة البحرية الآسيوية، أعلنت شركة كوردليا كروزس Cordelia Cruises عن تدشين سفينتها الجديدة كليًا "كوردليا سكاي Cordelia Sky"، والتي ستنطلق رسميًا من الموانئ الهندية بدءًا من سبتمبر 2026، ما يُمثّل نقلة نوعية في القطاع السياحي البحري داخل شبه القارة الهندية.
وتعد هذه الإضافة هي الأكبر في تاريخ الشركة، كما أنها تعكس الطموح المتصاعد للهند لتعزيز حضورها في عالم الرحلات البحرية الفاخرة، ليس فقط كوجهة، بل كمركز إقليمي يواكب النمو العالمي في هذا القطاع.
تأتي سفينة "كوردليا سكاي" كجزء من خطة طموحة وضعتها Cordelia Cruises لإعادة تعريف تجربة الكروز داخل آسيا، حيث من المتوقع أن تكون أكبر سفينة سياحية تُبحر من الهند حتى الآن.
ومن المقرر أن تبدأ عملياتها في أواخر صيف 2026، مع رحلات تغطي مناطق ساحلية جذابة مثل غوا، كوتشي، مومباي، وشيناي، مع خطط مستقبلية للتوسع إلى جزر المالديف وسريلانكا.
ووفقًا لما أعلنته الشركة، فإن السفينة الجديدة ستجسد مزيجًا من الترف الآسيوي والذوق العصري الأوروبي، مستهدفة جمهورًا واسعًا من المسافرين المحليين والدوليين الذين يبحثون عن تجربة فاخرة وآمنة وقريبة من موطنهم.
لطالما كانت الرحلات البحرية في الهند محدودة من حيث الخيارات والخدمات، لكن مع وصول "كوردليا سكاي"، تدخل البلاد رسميًا في دائرة المنافسة العالمية.
فالسفينة الجديدة ستوفر رحلات داخلية ودولية، وتقدم برامج ترفيهية وثقافية موجهة خصيصًا للمسافر الهندي، إلى جانب خدمات عالمية المستوى تُرضي الزوار من الخارج.
ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها جزء من استراتيجية الحكومة الهندية لتعزيز السياحة الساحلية وتنشيط الموانئ كمنصات سياحية ومراكز اقتصادية.
رغم أن التفاصيل التقنية الكاملة للسفينة لم تُكشف بعد، إلا أن بعض المعلومات المعلنة حتى الآن تؤكد أن "كوردليا سكاي" ستجمع بين الفخامة المعمارية، وتجهيزات ترفيهية فائقة التطور، وبرامج طهو متنوعة. ومن أبرز ما ستقدمه:
تأسست Cordelia Cruises كأول شركة رحلات بحرية فاخرة تُدار محليًا في الهند، وهي مملوكة لمجموعة Waterways Leisure Tourism Pvt Ltd. ومنذ انطلاق عملياتها في عام 2021، تسعى الشركة إلى تعزيز ثقافة السفر عبر البحر في الهند، من خلال تقديم رحلات آمنة، أنيقة، وقريبة من الهوية الهندية.
وتُركز كوردليا على توسيع خدماتها ليس فقط في الهند، بل إلى الدول المجاورة أيضًا، وهي تعتبر عنصرًا فاعلًا في تطوير البنية التحتية البحرية في البلاد، من خلال التعاون مع الموانئ والمؤسسات السياحية.
يأتي إطلاق السفينة في وقت يشهد فيه السوق الآسيوي للرحلات البحرية انتعاشًا ملحوظًا بعد سنوات من التباطؤ الناتج عن الجائحة، ومع تزايد أعداد المسافرين من الهند وباقي دول جنوب آسيا، تبدو التوقعات مبشّرة بمستقبل واعد للسياحة البحرية.
كما أن النمو السكاني، وتحسّن مستويات الدخل، وازدياد رغبة الهنود في خوض تجارب سفر جديدة، كل ذلك يدفع الشركات المحلية إلى رفع مستوى عروضها لمواكبة الطلب العالمي.
أشادت الحكومة الهندية مرارًا بجهود Cordelia Cruises، وأكدت دعمها لإنشاء بنية تحتية بحرية متكاملة، تشمل تطوير الأرصفة السياحية، وتحديث أنظمة التأشيرات الإلكترونية للسياح، وتوفير برامج ترويجية لجعل موانئ مثل مومباي وكوتشي نقاط انطلاق رئيسية للكروز.
ويُنتظر أن تلعب "كوردليا سكاي" دورًا محوريًا في تنفيذ هذه الرؤية، حيث ستكون رمزًا للتعاون بين القطاعين العام والخاص في مجال السياحة الفاخرة.
تدشين "كوردليا سكاي" ليس مجرد انضمام سفينة جديدة إلى أسطول شركة، بل هو إيذان ببداية مرحلة جديدة في السياحة البحرية الآسيوية، يكون للهند فيها موقع الصدارة.
مع المزايا الفريدة التي تقدمها، والدعم الحكومي، والحضور المتصاعد لشركة Cordelia Cruises، يبدو أن سبتمبر 2026 سيكون موعدًا لانطلاق تجربة بحرية جديدة تأخذ المسافرين إلى آفاق لم يسبقهم إليها أحد… من قلب الهند، إلى العالم.